التعليم العالي الافتراضي من خلال النموذج الحاسوبي التعاوني

© 2014 Khaled A.B. Aly, Technopsis.com®

التعليم الحاسوبي التعاوني يهيئ استخداما أمثل لتقنيات الويب 2.0 للوصول بمستوي التعليم إلى جوده أفضل وتغطيه أوسع بتكلفه أقل. هذا النموذج، المعروف أيضاً بالتعليم الإلكتروني 2.0، يمكن التواصل الفعال بين الطلاب، المحتوى التعليمي، وكل من أعضاء هيئة التدريس والمنشآت التعليمية المشابهة حول العالم.

ارتبط مفهوم التعليم الإلكتروني في الدول النامية بعدة مفاهيم جزئيه، كل منها في سياق منفصل، بما يعيق الاستفادة الكاملة من التقنيات المُمَكنة. كمثال، ارتبط بالتعليم المتزامن عن بعد من خلال قنوات الأقمار الصناعية وبنقل المحتوى التعليمي إلى أقراص مدمجة أو مواقع إنترنت—في كثير من الأحيان كما هو في الكتب. الواقع أن هناك إطار تنفيذ متكامل يشمل أساليب تصميم المعلومات، المواصفات القياسية لتمثيل المعلومات، التقنيات البرمجية، والتقنيات الخاصة بالإنترنت وأجهزة الاتصال والحوسبة الطرفية.

تنقسم المنطقة العربية إلى دول ذات إمكانات اقتصاديه ضخمه نسبة نفاذ الإنترنت فيها تصل إلى 80% (مجلس التعاون الخليجي)، ودول أخري لا زال لديها تحديات بالبنية الأساسية الأرضية، التغطية الجغرافية، وسعة النفاذ إلى مركز الشبكة العالمية للمعلومات. ليس هناك شك أن تقنيات الجيل الثالث وما يتلوها لشبكات الهاتف الجوال (الجيل الرابع والخامس) هي ذاتها الممكن الرئيسي لنفاذ المستخدم الغير متصل بكابلات رقميه عالية السعة. التقارير الدولية تشير إلى أن تقنيات الجيل الثالث ستغطي 84% من الخطوط الجوالة بحلول عام 2016، مقارنةً ب 14% عام 2010، مما يعني توافر السعة الرقمية لأغلبية عظمى من المشتركين تقارب نسبة نفاذهم ال 100% في مجمل الدول المعنية.

نموذج التعليم الحاسوبي التعاوني يتخطى مفهوم التعليم المنهجي القائم على الإلقاء والتلقي. هو يعلي مبادئ التعاون في حل مشكله، تنفيذ مشروع وإعداد تقرير أو ورقه بحثيه، وما إلى ذلك من نواحي تعزز فرص الإدراك من خلال التجربة الجماعية. تقنيات الويب 2.0 الممَّكِنة تتضمن الويكي (الموسوعات)، البلوج (الحوار الغير متزامن)، الويبينار (ورشة العمل من خلال الويب) تبادل النصوص، التواصل الصوتي والمرئي، المشاركة في رؤية شاشة الموجه أو أحد المشاركين، وصناديق الوثائق المشتركة. فيما يخص الأجهزة الطرفية، توفر الحواسب المحمولة التقليدية واللوحية عنصر أساسي لكل المشاركين، ومن المفيد وجود سبورة تفاعليه برفقة الموجه الذي يدير الاجتماع التعليمي (المتزامن) عن بعد.

من الأوقع تطبيق هذا النموذج لصالح طلبة الجامعات والمعاهد الفنية، والتدرج إلى المراحل التعليمية الأقل بناءً على التجارب مع مرحله عمريه أنضج. بالإضافة إلى علوم الإنسانيات، كل معاهد العلوم الطبيعية والتطبيقية يمكنها الاستفادة من هذا النموذج باستثناء بعض المعامل التي قد يتعذر وجود محاكاة فعالة لمحتواها أو التي تستوجب تفاعل إنساني مباشر. بعض التخصصات فقط تحتاج إلى سعة رقميه عالية لنقل الصور الثابتة أو المتحركة. على سبيل المثال علوم الطبيعية والرياضيات والأحياء والطب والهندسة تستفيد كثيرا من وسائل الإيضاح سواء كانت في نقل عملية جراحية أو التعامل مع برامج المحاكاة المقترنة بأدوات تمثيل العمليات وإظهار البيانات. مثل هذه البرمجيات تمكن الطالب والباحث من التحكم في تبيان وتفحص الأجزاء ثلاثية الأبعاد، والنقاش مع الزملاء والموجه (الأستاذ) عن بعد بينما يتشاركون في المتابعة التفاعلية. هذه الإمكانية تؤدي إلى درجة إدراك يصعب الوصول إليها في المعمل، خاصةً بالنظر إلى عدد المشاركين، بالإضافة إلى يسر وجودة تعلم التصميم في جميع أفرع الهندسة.

الاستفادة من المحتوى التعليمي المتاح تجارياً لا بد أن يكون مقروناً بوضع تصاميم معلوماتية فعالة، مبنية على مبادئ علوم الحوسبة، وتخضع للممارسات الفُضلى والمعايير القياسية الدولية؛ وأهمها:
معظم الجامعات القائمة حول العالم توفر برامج تعليم إلكتروني، عن بعد، كاملة أو جزئية. يقدر عدد الجامعات الافتراضية بالكامل عالمياً بالعشرات. على المستوى العربي لا زال العدد بسيط: هذه القلة العددية لا تنافي أن هناك جهود ودراسات في دول مثل مصر والإمارات وقطر والسعودية لدفع وتنظيم المزيد من التجارب. هذا بالإضافة لبرامج التعليم الإلكتروني عن بعد، المطروحة بمعظم الجامعات القائمة.
يأتي السؤال عن الدوافع لإنشاء برامج وجامعات افتراضية محلية طالما يُمكِن تلافي الحاجز الجغرافي من الوصول للبرامج العالمية. هناك أسباب عملية مثل لغة التواصل، مناسبة البرنامج التعليمي للواقع المحلي، وإمكانية أن يبدأ البرنامج كمكمل افتراضي لجامعة قائمة بالفعل. هناك أيضاً عوامل اقتصادية تكمن في خفض تكلفة التدريس والتشغيل بقدر كبير مما ينعكس على المصروفات، خاصةً إذا تمت استضافة مواقعها في مراكز معلومات محلية. من زاوية أخرى، جدير بالذكر التآزر الاقتصادي والتنموي الذي يولده تطبيق نموذج التعليم الحاسوبي التعاوني، الملخص في نقطتين رئيسيتين:

نموذج التعليم المعروض يحتاج من الحكومات بالأساس العملية التنظيمية للتحقق من الكفاءة التعليمية ومطابقة المواصفات. في الوقت نفسه من الممكن لرأس المال الخاص والشركات الكبرى المساهمة بشكل فعال بإنشاء كيانات تعليمية افتراضية، قد تبدأ بنماذج تخصصية وتتوسع لتشمل مجالات أكثر تعدداً. كما بالجامعات التي تعرض برامج أو دورات تعليمية جزئية عن بعد، يعد التعاون مع، أو الاعتماد من، مؤسسات تعليمية دولية أحد عوامل التمكين وتعظيم الفائدة للطلبة من خلال التواصل مع مواقع أخرى.